قوه العقل الباطن

قوه العقل الباطن

خلق الله الانسان (ليستخلفه في الأرض) . واختار الانسان ان يحمل الأمانة وهي ان يكون مخير في طاعة الله . وان ما يفعله من اعمال ومن اقوال تكون نابعه من اختياره هو فقط.  ودون أي قيود.

وليس مسخر مثل باقي المخلوقات . ولذلك سخر الله كل شيء للإنسان.  فالشمس تسطع كل يوم وليس لها ان تختار الا تسطع هذا اليوم لرغبتها في الراحة مثلا.

الليل بصفاته والنهار بصفاته متعاقبين دائما وابدا حتى يشاء الله. ليس لهم حريه الاختيار في تغيير صفاتهم او في تعاقبهم.  فهم مسخرين للإنسان بقانون رباني لا يتغير الا إذا شاء الله ذلك.

ولم يكن من المنطق ان يترك الله الانسان دون ان يعطيه أدوات لتحقيق الغاية التي خلق من اجلها . وهي ان يعبد الله في الأرض بطوع ارادته ودون أي قيود . وبذلك يكون خليفه الأرض فهو أفضل خلق الله في الأرض ومكرم على كل المخلوقات

قال تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)

وعلمه الأسماء كلها. علمه أسماء الملائكة وأسماء جميع المخلوقات والأشياء كل الأسماء بلا استثناء.

قال تعالى :  (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ۝ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ۝ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ )

كيف يعمل العقل الباطن

فالأسماء هي ما يفهمها عقلك الباطن ويتعامل معها.  وعلى سبيل التشبيه فيمكننا القول ان هذه الأسماء هي بمثابة برنامج التشغيل المبرمج به عقل الانسان.  وهذا ما يتعلمه منذ الصغر . فبدا يعرف ان هذا قلم وهذه سماء وهذا الشعور يسمى فرح وهذا جوع هذا غني وهذا فقر …

جميع القناعات موجودة في هذا العقل الباطن . وهي ما تشكل افكارنا ومشاعرنا وردود افعالنا . وتم تكوين هذه القناعات من الأحاديث الداخلية للنفس والصور الذهنية والخيال والخبرات السابقة منك ومن الاخرين . التي تبنيتها وصدقتها وبت تؤمن بها.https://elcashcoach.com/قوه-الايمان-يصبح-واقع/

يعمل عقلك الباطن بتلقائيه وبدون توقف حتى اثناء نومك وقت احلامك

هو لا يفرق بين الحقيقة والخيال ويمكنه تحويل الخيال الى واقع

هل تتذكر أنك كنت تحلم بانك في معركة وعند استيقاظك وجدت اثار المعركة على جسمك؟

هل حلمت بحلم جنسي من قبل وشعرت بكل الاحاسيس الجنسية وعند استيقاظك وجدت اثار ماديه على ذلك؟

انت الان تصدق ان ما يدور في عقلك الباطن يتحول لواقع ملموس

فماذا يحدث إذا تحكمت في برمجه هذا العقل؟

هل انت تصنع قدرك؟

تعتقد هذا العقل الباطن مسخر لك؟

هل تؤمن أنك تستطيع التحكم فيه.  كما فعل الكثيرين من قبلك وكانوا أكثر تميزا منك ام أنك ستتركه يقودك بقناعاتك الى قدر غير معلوم؟

انه قرارك وحدك وهذا ما سوف تحاسب عليه.. تامل معي هذه الآية

قال تعالي (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ)

يقول الله ان الانسان فكر وبعدها قدر وبعد ما قدر قتل كيفما فكر وصدق ما فكر فيه وجعله قدره

الملخص

فما تؤمن به يتحقق . وبعد ما يصبح واقع يحاسب على اختياراته . وهذه هي الأمانة التي حملها الانسان ولم تستطع الجبال ان تحملها يا له من جاهل ظالم لنفسه.

قال تعالي (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)